جوجل يعاقب الجمهورية أونلاين | صفر زيارات | من القمة إلى القاع
في زخم العصر الرقمي، حيث تتحكم خوارزميات الشركات العملاقة في مصير المواقع الإلكترونية، استيقظت جريدة الجمهورية على خبر صادم. في غضون ساعات، تراجعت زيارات موقعها الإلكتروني إلى الصفر بسبب عقوبة قاسية فرضتها شركة جوجل. لم تكن العقوبة مجرد نتيجة لخطأ عابر، بل كانت بمثابة حكمٍ صارمٍ على جريدة اعتادت أن تكون صوتًا للجماهير وصدىً لهمومهم.
لم يكن السبب واضحًا للوهلة الأولى. توجه فريق التحرير بمزيج من القلق والغضب لفهم ما جرى. رسالة من جوجل تفيد بأن الجريدة انتهكت سياسات الجودة والنزاهة، لتبدأ رحلة من التساؤلات حول مدى تأثير قرارات الشركات الرقمية الكبرى على وسائل الإعلام التقليدية. كيف يمكن لجريدة لها تاريخ طويل في تقديم الأخبار أن تجد نفسها مهمشةً بهذه السهولة في الفضاء الرقمي؟
هذه الواقعة تطرح أسئلة مهمة حول حرية التعبير واستقلالية وسائل الإعلام في ظل الهيمنة المتزايدة للشركات التكنولوجية الكبرى. كيف يمكن لوسائل الإعلام التقليدية التكيف مع هذه البيئة المتغيرة؟ وهل يمكن للصحافة المستقلة أن تصمد أمام خوارزميات تعيد تشكيل المشهد الإعلامي بطرق لا تخلو من التعقيد؟ في هذا السياق، يصبح من الضروري إعادة النظر في العلاقة بين التكنولوجيا والإعلام لضمان استمرار صوت الصحافة الحر والمستقل. دعونا في #عربي_براند نبدأ نقاشنا الجريء حول أسباب معاقبة جوجل لجريدة الجمهورية.
- الموقع: جريدة الجمهورية
- النطاق: gomhuriaonline.com
- تاريخ حجز الدومين: 2012-06-05
ما هي نسبة التراجع في حركة المرور على الموقع بعد العقوبة؟
يوم 1 أبريل 2024، وصل الترافيك في موقع “الجمهورية أونلاين” إلى أعلى مستوياته عند 87407 زائر، ولكن بحلول يوم 23 يونيو 2024، انخفض الترافيك بشكل حاد ليصل إلى 187 زائر فقط، وفقًا لأداة AHREFS.
تحديث جوجل بدأ في منتصف مارس واستمر حتى منتصف أبريل، وبمجرد انتهائه، بدأنا نلاحظ تراجعًا كبيرًا في حركة المرور. وصل التراجع إلى 187 زائر فقط، وهو أدنى مستوى للترافيك في الموقع منذ 12 سنة. هذه الأرقام تعكس حجم المشكلة وتوضح مدى تأثير عقوبة جوجل على الموقع.
فريق عربي براند يكتشف المشكلة
القصة بدأت عندما كان فريق عربي براند يعمل على بناء روابط خلفية عالية الجودة لأحد عملائهم. في إطار هذا العمل، كان الفريق يقوم بتحليل شامل للمواقع الإلكترونية المختلفة لضمان جودة الروابط. خلال هذا التحليل، فوجئ الفريق بأن حركة المرور على موقع “الجمهورية أونلاين” قد انخفضت بشكل كبير حتى وصلت إلى الصفر تقريبًا. هذا الانخفاض المفاجئ أثار تساؤلات الفريق حول السبب الحقيقي وراء هذا التراجع الحاد.
بدأ فريق عربي براند في البحث والتحليل للوقوف على الأسباب المحتملة. تم استخدام أدوات تحليل مختلفة، وفي النهاية تم التوصل إلى أن المشكلة بدأت يوم 5 أبريل 2024. بالاستناد إلى بيانات أداة AHREFS، تبين أن هذا اليوم شهد تراجعًا كبيرًا في حركة المرور على الموقع. بعد المزيد من البحث، اتضح أن السبب يعود إلى تحديث جوجل المعروف بـ “March 2024 Spam Update”، والذي كان يستهدف المواقع التي تنتهك سياسات جوجل.
من خلال التحقيقات، وجد الفريق أن نوع الانتهاك الذي أدى إلى العقوبة كان “Scaled Content Abuse”. هذا النوع من الانتهاكات يشمل استخدام المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي بشكل واسع ومفرط دون مراعاة الجودة أو الأًصالة. كانت جوجل قد شددت على هذه السياسة لضمان تقديم محتوى مفيد وأصلي للمستخدمين.
كيف تعرف فريق عربي براند على نوع الانتهاك؟
كانت الخطوة الأصعب لفريق عربي براند هي التعرف على نوع الانتهاك الذي أدى إلى عقوبة جوجل على موقع “الجمهورية أونلاين”. بدأ الفريق بتحليل تحديث جوجل الأخير “March 2024 Spam Update” وفحص المعايير التي يمكن أن تؤدي إلى العقوبة. تضمنت عملية التحليل فحص كل معيار على حدة وتطبيقه على موقع الجريدة.
أولاً، استبعد الفريق كل المعايير المتعلقة بالروابط الخلفية، لأن تحليل الروابط لم يظهر أي مشاكل واضحة في هذا الجانب. ثم بدأ الفريق بالتركيز على معايير المحتوى، حيث تبين أن هناك مشكلة في هذا الجانب. عند مراجعة محتوى الجريدة، لاحظ الفريق أن هناك عددًا هائلًا من الأخبار التي تُنشر يوميًا، مما أثار تساؤلات حول كيفية إنتاج هذا الكم الهائل من المحتوى.
قام الفريق بفحص عدد الأخبار التي تنشرها الجريدة يوميًا واكتشف أن الجريدة تعتمد بشكل كبير على المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي. ونظرًا لأن جوجل قد شددت مؤخرًا على سياساتها ضد استخدام المحتوى المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي دون جودة عالية، كان من المرجح أن يكون هذا هو السبب وراء العقوبة. وقررنا معرفة مبدأيا كم خبر ومقال تنشره الجريدة يوميا.
البحث في جوجل بكتابة site:https://www.gomhuriaonline.com وتحديد آخر يوم، يعطيك جوجل إفادة أن عدد المقالات والأخبار التي نشرتها الجريدة آخر 24 ساعة كان 255 خبر، لاحظ أن هذا الخبر بعد ما قامت جوجل بحظر 99% من زيارات الموقع وقامت بتقييد أرشفة نتائج الجريدة على الأقل 80%، أي أن الرقم الذي تم أرشفته هو أقل من ربع الرقم التي قامت الجريدة فعليا بنشره، بمعنى آخر الجريدة تنشر يوميا ما لا يقل عن 1000 خبر!
1000 خبر يوميا؟! رقم كبير جدا، ولكن هل هذه الأخبار مكتوبة بجودة عالية؟ سواء يدويا أو بالذكاء الاصطناعي؟ لمعرفة وتحليل جودة الخبر قام فريق عربي براند بقراءة العديد من الأخبار على الموقع لتحليل جودة اللغة، مثل هذا الخبر التالي:
حسنا، اللغة عادية جدا، سواء تم كتابتها بالذكاء الاصطناعي أو يدويا فهي جيدة، علامات الترقيم جيدة، الروابط بالكامل داخلية، لا يوجد أي مشاكل بالمحتوى، حتى أن الــ ،،، مهلا؟!! نقلا عن سكاي نيوز ؟!!!!
هل وجدنا ضالتنا؟ هل قامت الجريدة باعادة صياغة للمحتوى فقط؟! جوجل بشكل عام يكره إعادة الصياغة بدون أي إفادة جديدة، وإن كنا نريد معرفة هل تم إضافة إفادة جديدة في هذا الخبر وغير موجودة في الخبر الأصلي من جريدة سكاي نيوز
استخدام تقنيات البحث لاكتشاف المحتوى المكرر
من الطرق المعروفة في اكتشاف عدد النسخ المتشابهة لمقال معين على مختلف المواقع هي البحث عن نص معين بين علامات التنصيص على جوجل. هذه الطريقة تساعد في تحديد المواقع الأخرى التي تنشر نفس المحتوى أو محتوى مشابه. قام فريق عربي براند بتطبيق هذه التقنية للتحقق من مدى تكرار المحتوى الذي تنشره جريدة “الجمهورية أونلاين”.
عند البحث في جوجل عن نص محدد من أحد المقالات، مثل “أعلنت شركة ميتا خلال مؤتمر في البرازيل“، وجد الفريق أن النتيجة الأولى كانت لموقع سكاي نيوز. هذا الاكتشاف أظهر أن المحتوى المنشور على “الجمهورية أونلاين” ليس أصليًا وأنه قد تم نسخه أو توليده بشكل متكرر من مصادر أخرى.
اكتشاف الصدمة
عندما قرر فريق عربي براند فتح خبر موقع سكاي نيوز ومقارنته بنسخة جريدة “الجمهورية أونلاين”، بدأنا بقراءة النسختين بعناية لنعرف مستوى المعلومات المفيدة والإضافات التي قد تكون موجودة في نسخة “الجمهورية” عن نسخة سكاي نيوز. كنا نتوقع أن نجد على الأقل بعض الاختلافات أو المعلومات الإضافية.
ولكن ما اكتشفناه كان صادمًا ومذهلًا بشكل لا يصدق. لقد كانت الفاجعة أكبر مما كنا نتخيل: الخبر نُسخ ولُصق بالكامل من سكاي نيوز إلى “الجمهورية أونلاين” بدون أي تغيير على الإطلاق. لم يكن هناك أي إعادة صياغة، ولا إضافة معلومات مفيدة، بل كان تكرارًا حرفيًا.
هذا الاكتشاف كشف عن السبب الحقيقي للعقوبة. لم يكن الأمر مجرد إعادة صياغة للمحتوى بدون إضافة قيمة، بل كان الأمر ببساطة نسخًا ولصقًا! هذا يعني أن محتوى “الجمهورية أونلاين” كله كان عبارة عن سبام، ومخالف تمامًا لسياسات جوجل التي تحظر المحتوى المكرر والمُنشأ بطريقة مُضللة.
كانت هذه اللحظة حاسمة في تحقيقنا، حيث أكدنا أن المشكلة ليست فقط في جودة المحتوى، بل في أصالته. هذا النسخ المباشر دون أي تعديل أو إضافة أو تحسين كان السبب الأساسي وراء العقوبة الثقيلة التي فرضتها جوجل على الجريدة.
إغلاق التحقيق بعد اكتشاف السبب
بعد هذا الاكتشاف الصادم، كان واضحًا أن لدينا جميع الأدلة اللازمة لفهم سبب عقوبة جوجل على جريدة “الجمهورية أونلاين”. كانت هذه اللحظة حاسمة ومثيرة للدهشة، حيث أدركنا أن المحتوى بأكمله قد تم نسخه ولصقه دون أي تعديل، مما جعل الموقع عرضة للعقوبات الصارمة من جوجل.
هذا الاكتشاف كان كافيًا لإغلاق التحقيق في الأمر. لم يكن هناك حاجة لمزيد من البحث أو التحليل؛ فقد عرفنا الآن بشكل قاطع أن سبب العقوبة كان انتهاك سياسات جوجل من خلال نشر محتوى مكرر ومُستنسخ دون أي إضافة قيمة أو تحسين. هذه المخالفة الواضحة والمعروفة بـ “Scaled Content Abuse” كانت السبب الأساسي وراء تراجع حركة المرور وانخفاض قيمة الموقع.
تأثير العقوبة على إيرادات الجريدة، والقيمة السوقية الحقيقية لها
لا توجد أداة عبر الإنترنت تستطيع تحديد معدل الخسائر بالضبط، خصوصًا أن الموقع يربح من طرق متعددة مثل نشر المقالات، حملات العلاقات العامة للشركات، ونشر إعلانات للرعاة في الجريدة. لذلك، لا يوجد معيار ثابت لتحديد القيمة الحالية بشكل دقيق. ولكن يمكننا استخدام الترافيك كمؤشر للقيمة السوقية.
على سبيل المثال، إذا اعتبرنا أن متوسط أرباح الجريدة على مدار العام الماضي يعتمد على الترافيك الكلي وفقًا لأداة AHREFS، والتي سجلت 1,982,246 زيارة على مدار 53 أسبوعًا، فإن متوسط الترافيك الأسبوعي يكون حوالي 37,400 زيارة. بالمقارنة بالترافيك الحالي وهو 187زيارة فقط، يمكننا تقدير أن
الجريدة فقدت 98.94% من قيمتها السوقية الحقيقية الغير معلنة
هذا التراجع الهائل في الترافيك يعكس تأثير العقوبة على الإيرادات المحتملة للجريدة. انخفاض الترافيك بهذا الشكل يعني فقدان عدد كبير من القراء والمشاهدين، مما يؤثر سلبًا على العائدات الناتجة من الإعلانات والنشاطات التجارية الأخرى المرتبطة بالموقع.
الوضع العام للجرائد الإلكترونية العربية
لا يمكن إخفاء الاستياء من الوضع العام الذي وصلت إليه الجرائد الإلكترونية، حيث بات من المعتاد أن تأخذ الأخبار من بعضها البعض دون إضافة أي قيمة أو فائدة. هذا النمط المتكرر من النسخ واللصق يعكس افتقارًا للإبداع والمسؤولية الصحفية، ويضر بجودة المحتوى المقدم للقراء.
ما حدث لجريدة “الجمهورية أونلاين” هو مثال صارخ على العواقب الوخيمة لهذا النهج. إذا استمرت الجرائد الإلكترونية في اتباع نفس النمط، فإنها ستواجه المزيد من العقوبات والتراجعات الحادة في الترافيك والإيرادات. هذا الوضع يستدعي ضرورة التغيير والتطوير، والالتزام بتقديم محتوى أصلي ومفيد يستحق ثقة واحترام القراء. بدون هذا التغيير، ستظل الجرائد الإلكترونية تدور في دائرة مفرغة من التكرار والعقوبات، مما يعرض مستقبلها للخطر.
إمكانية حل مشكلة الجريدة مع جوجل واستعادة الترافيك
هل يمكن أن تحل جريدة “الجمهورية أونلاين” مشكلتها مع جوجل ويعود الترافيك كما كان؟ الإجابة هي نعم، يمكنهم ذلك إذا التزموا بتعليمات جوجل وتجنبوا انتهاك قواعد السيو بشكل عام. لتحقيق ذلك، يجب أن يكون هناك إفادة حقيقية في المحتوى، وأن يتم تناول الأخبار بشكل تحليلي مفصل وعميق بدلاً من نسخها ولصقها من مواقع أخرى.
تقديم محتوى عميق وذو قيمة
عندما يتناول فريق عربي براند الأخبار، يسعى دائمًا لتقديم محتوى عميق وذو قيمة مضافة للقارئ. على سبيل المثال، كان من الممكن أن نكتب خبرًا سطحيًا ومقتضبًا يقول ببساطة إن جوجل عاقبت “الجمهورية” لانتهاكها السياسات، ونكتفي بذلك. لكننا بدلاً من ذلك، قمنا بكتابة مقال محلل بالبيانات، يتضمن أرقامًا وصورًا، ويشرح بالتفصيل الأسباب والآثار. هذا هو النوع من المحتوى الذي تفضله جوجل، والذي يكافئه بتحسين ترتيب الموقع في نتائج البحث.
تغييرات ضرورية لاستعادة الثقة والترافيك
إذا كانت جريدة “الجمهورية أونلاين” ترغب في حل مشكلتها مع جوجل، فيجب عليها تغيير نظامها في نشر الأخبار. يجب أن يتوقفوا عن نسخ الأخبار ولصقها دون أي تعديل أو إضافة، وبدلاً من ذلك، يجب عليهم تناول الأخبار بطرق أكثر احترافية وإضافة معلومات جديدة وذات قيمة للقارئ.
مثال على تناول الأخبار بشكل تحليلي
على سبيل المثال، في خبر مثل “ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي تستهدف الإعلانات في واتساب”، يمكن للجريدة أن تضيف قيمة للقارئ عن طريق الإجابة على أسئلة بديهية ومهمة مثل:
- ما هي أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي أطلقتها ميتا؟
- كيف ستؤثر هذه الأدوات على تجربة المستخدمين في واتساب؟
- ما هي الفوائد التي ستقدمها هذه الأدوات للمعلنين؟
- هل هناك أي مخاوف تتعلق بالخصوصية نتيجة لاستخدام هذه الأدوات؟
- كيف يمكن للشركات الصغيرة الاستفادة من هذه الأدوات في حملاتها الإعلانية؟
- ما هي التوقعات المستقبلية لتأثير هذه الأدوات على سوق الإعلانات الرقمية؟
ثقة واستقرار مع خدمات عربي براند
نحن فخورون بالعمل في عربي براند، حيث نقدم خدمات تحسين محركات البحث (SEO) والتسويق الرقمي للمواقع والمتاجر الإلكترونية. الحمد لله، جميع المواقع التي نعمل معها تشهد زيادة ملحوظة في حركة المرور يومًا بعد يوم. هذا النجاح يعود إلى التزامنا الصارم بتحقيق كافة شروط جوجل وتجنب انتهاك أي من سياساته.
لدينا سنوات من الخبرة في هذا المجال، وخلال هذه السنوات لم نواجه ولو لمرة واحدة تراجع الترافيك لأي من المواقع التي نديرها. بخلاف ما حدث لجريدة “الجمهورية أونلاين”، نحن نضمن تقديم محتوى عالي الجودة وأصلي، مما يضمن بقاء مواقع عملائنا في مقدمة نتائج البحث وتحقيق أفضل النتائج.
إذا كنت ترغب في تحسين أداء موقعك الإلكتروني وزيادة حركة المرور إليه بشكل مستدام وفعال، فلا تتردد في التواصل معنا.